تعد السياحة الثقافية والأثرية من أهم وأقدم انواع السياحة فى الاقصر إذ أن الاقصر بها العديد من الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والمتاحف ، وقد نشأت السياحة الثقافية منذ اكتشاف الآثار المصرية القديمة وفك رموز الحروف الهيروغليفية وحتى الآن لا تنقطع بعثات الآثار والرحالة السائحين ومؤلفى الكتب السياحية عن الاقصر وقد صدرت مئات الكتب بلغات مختلفة وكانت وسيلة لجذب السياح من كل انحاء العالم لمشاهدة الاقصر واثارها وحضاراتها القديمة من خلال متاحفها القومية والفنية والأثرية "
الاقصـر ملتقـي السياحـة الاثريـة والثقافيـة
اذا كانت السياحة قاطرة التنمية كما يقولون, فالسياحة نفسها لا تزدهر ولا تتطور ولا تتسع إلا باتساع فكر وثقافة القائمين عليها, والمجتمعات التي يتمتع مواطنوها بدرجة عالية من الفكر والثقافة هي وحدها القادرة علي التقدم واللحاق بركب التطور وتحقيق النهضة والتنمية الشاملة علي أرضها, وقديما قال أحد الحكماء اذا أردت أن تتعرف علي عظمة شعب فانظر الي ثقافته وفنونه.. أقول هذا بمناسبة خطة التطوير الشاملة التي توليها الدولة الآن لمدينة الأقصر طيبة عاصمة مصر في الزمن القديم بكل أبعادها المستقبلية السياحية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتي يتم الآن تنفيذها علي مراحل وفقا للأسبقيات والاحتياجات والمتطلبات المتاحة والمستحدثة, مع مراعاة أن الأقصر تملك علي أرضها ثلث آثار العالم وفقا لآخر احصاءات خبراء الآثار والتراث الحضاري والأثري,
بالإضافة : الي كنوزها الأثرية التي لاتزال دفينة في باطن الأرض ولم يتم اكتشافها حتي الآن. ـ وقد شاهدت منذ أيام الندوة الموسعة التي عقدتها لجنة النشاط الثقافي بنقابة الصحفيين مع د. سمير فرج رئيس المجلس الأعلي لمدينة الأقصر بحضور نخبة من كبار علماء الآثار والكتاب والصحفيين والإعلاميين والحوار المفتوح الذي دار بينهم بهدف الوصول الي رؤية واضحة لكيفية الاستفادة الكاملة من تراث هذه المدينة العريقة بعد تطويرها والتعرف في نفس الوقت علي مكانة وموقع الثقافة علي هذه الخريطة وكيف تلبي رغبات وطموحات شباب المثقفين من الأجيال الجديدة في هذه المنطقة والمناطق المجاورة لها, بالإضافة : الي وفود السائحين من عشاق الحضارة المصرية القادمين لزيارتها من الخارج. ـ في البداية: يمكن القول إن الاهتمام بالجانب التراثي والحضاري الأثري الذي تميزت به المدينة احتل الجانب الأكبر والأهم من المناقشة التي أجراها الخبراء من خلال الفيلم التسجيلي الذي أوضح للحاضرين حالة التدهور التي كانت عليها هذه المواقع قبل التطوير والنقلة الحضارية التي تشهدها الآن من جانب الدولة والتي ظهرت بوضوح في معبد الكرنك أكبر معبد مكشوف في العالم شيده القدماء المصريون من آلاف السنين علي مساحة45 فدانا, ويضم آثارا من جميع العصور التاريخية لمصر القديمة ويملك أكبر قاعة أعمدة في العالم حيث تمت ازالة جميع المباني التي كانت تحجب الرؤية لواجهة المعبد بعناصره المعمارية المتكاملة,
بالإضافة : الي مركز الزوار الذي أقيم بجواره لخدمة الوفود السياحية الأجنبية ويعرض لهم بالصوت والصورة وبجميع الوسائل البصرية والسمعية مجموعة المعابد وقصص وتواريخ إنشائها لتكون في متناول أيديهم قبل وأثناء الزيارة. ـ طريق الكباش: كان واضحا من الفيلم المعروض كيف تم الانتهاء من الطريق الذي يربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر بعد ازالة جميع التعديات التي كانت تحجب المشاهدة الكاملة لهما والكشف عن الجزء الأكبر من طريق الكباش واستمرار جهود الكشف عن الجزء الباقي حتي تتمكن الوفود السياحية من رؤيته بأكمله مع التعريف الواضح بقصة هذا الطريق وتاريخ انشائه. ـ البر الغربي: كان مثار اهتمام خبراء الآثار والكتاب في الندوة خاصة فيما يتعلق بعملية تطوير منطقة القرنة غرب الأقصر وازالة المناطق العشوائية والتعديات التي تعوق حركة الكشف عن مواقع أثرية جديدة.
بالنسبة للجانب الثقافي في التطوير بعض المقترحات الآتية: ـ
مكتبة مبارك العامة بالأقصر: أدعو طلاب الدراسات العليا بكلية الآثار واقسام الآثار والتاريخ بالكليات الأخري إلي الاستفادة من كنوز المكتبة العلمية في أبحاثهم لرسائل الماجستير والدكتوراه كأول مكتبة في العالم تضم قسما متخصصا في علوم المصريات وكل ما كتب عن تاريخ الحضارة المصرية والخرائط التفصيلية لكل المناطق والمواقع الأثرية في مصر مزودة بالصور التي تم التقاطها بالأقمار الصناعية وبدعم خاص ــ كما يقول رئيس المدينة ــ من المجلس الأعلي للآثار. ـ قصر الثقافة الجديد: ان تكون له أولوية الانجاز بحيث يتم انشاؤه في الموعد الذي حدده د. سمير فرج رئيس المجلس الاعلي في سبتمبر القادم خلال ندوة النقابة خاصة أن الدولة وفرت لانشائه المبلغ المطلوب وهو36 مليون جنيه ليقام علي مسطح أربعة آلاف متر وباحدث نظم قصور الثقافة في الدول المتقدمة والذي ينتظره مثقفو ومبدعو الأقصر خاصة الأجيال الجديدة بفارغ الصبر بعد أن تمت إزالة قصر ثقافتهم القديم المتهالك لتوسعة مساحة معبد الكرنك في التطوير الجديد وحتي لا يطول انتظارهم لقصرهم الجديد, فإذا كانت المدينة قد تحولت الي متحف مفتوح لتراثنا الحضاري والأثري ليشهده العالم كله فإن الأجيال الأقصرية الجديدة لا يتم بناء عقولها وتنمية فكرها إلا بالثقافة وبذلك وحده يتحقق التكامل بين التراث والثقافة معا لخدمة أبناء المنطقة.
خطة تنمية شاملة لتحويل مدينة الاقصر إلى متحف عالمى مفتوح
قال الدكتور سمير فرج رئيس مدينة الأقصر إنه بعد إعلان الرئيس مبارك عن خطة تنمية شاملة لمدينة الأقصر ، تم عرض الخطة على رئيس الوزراء لتعيد إلى الأقصر مكانتها السابقة وتحويلها مرة أخرى إلى متحف عالمى مفتوح ، وكانت تعليمات السيد الرئيس واضحة حيث طالب بالمحافظة على المباهى الأثرية بالمدينة كالفنادق الأثرية وغيرها
وأشار سمير فرج إلى أنه نظرا لقيمة المدينة التاريخية ونظرا لإشادة اليونسكو بخطة تطوير للمدينة والتى تم إنجاز 60% منها وفوز الأقصر بالمركز الثانى كأفضل مدينة على مستوى العواصم والمدن الإسلامية تم اختيار الأقصر مؤخرا لكى تشهد قرعة كأس العالم للشباب لكرة القدم الذى يقام فى مصر العام الحالى وحول أهداف الخطة ، أشار رئيس مجلس المدينة إلى أن هناك أبعادا سياسية وثقافية وإجتماعية وإقتصادية للوفاء بمتطلبات وإحتياجات المدينة برؤى قيمت لعام 2030 ، وسوف يتم تنفيذها على مراحل وأسبقيات طبقا للمتطلبات المتاحه والمستجدة.
وبشأن الاسس التى اعتمدت عليها الخطة قال فرج إن الدراسة قام بها المركز الإنمائى للامم المتحدة تكلفة قدرها 2 مليون جنيه ولكن للأسف ظلت حبيسة الأدراج حتى عام 2004 وقمنا بالحصول على بيانات ومعلومات من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ومن وزارات الثقافة والسياحة ومركز معلومات مجلس الوزراء ومركز معلومات المجلس الأعلى لمدينة الأقصر .
وعن المحاور الأساسية التى إرتكزت عليها الخطة ، أوضح الدكتور سمير فرج أن أهم المحاور هى توفير متطلبات المواطن فى الأقصر من كهرباء ومياه وصرف صحى ومواصلات وإسكان وتعليم وتدعيم كافة أنشطة النشاط السياحى والحفاظ على الآثار وتنمية المناطق الآثرية بزيادة المعرض من التراث الآثرى والثقافى ، وكشف المزيد مما هو موجود من آثار تحت الأرض وفتح آفاق جديدة للاستثمار وتنمية السايحةالرياضية داخليا وخارجيا.
وبشأن قرية حسن فتحى، قال الدكتور سمير فرج إن سكان القرية منذ أكثر من 200 سنة يعيشون فوق المقابر وقام المهندس حسن فتحى ببناء هذه القرية حتى يتم نقلهم إليها إلا أنهم رفضوا والأن تم اقناعهم بضرورة النقل وتم تخصيص 180 مليون جنيه لبناء مدينة سكنيه متكامله تحتوى على 4200 وحدة بمساحات 176 مترا منها 100 متر أرض فضاء بناء على طلبهم.
وقد تفضل الرئيس مبارك بتفقد المدينة وأشاد بها لما تحتويه على كافة الخدمات حيث تشمل على مدرستين وقسم شرطة وسوق مركز بريد ومعهد عالى للتكنولوجيا وعلاوة على ذلك قمنا بتمديد 3500 قطعة أرض لمن لايرغب فى الوحدات السكنيه لنقل جميع السكان" .
وحول مشكلة المياه الجوفية ، قال فرج إن المشكلة تكمن فى إرتفاع منسوب المياه الجوفية والأن يتم تنفيذ مشروع سويدى أمريكى لخفض منسوب المياه الجوفية فى معبدى الأقصر والكرنك بتكلفة 50 مليون جنيه منها 40 مليون معونة أمريكية و 10 ملايين من الحكومة المصرية .
وعن أهمية تطوير ساحه معبد الأقصر ، أوضح الدكتور سمير فرج إنه تمت بالفعل إزالة جميع العشوائيات الموجودة والتى كانت تحجب الرؤية عن المعبد وتكلفت 20 مليون جنيه حتى يستطيع السائحون القادمون عن طريق محطة القطار أن يشاهدوا الأقصر فور خروجهم من بوابة المحطة .
وبشأن معبد الكرنك ، قال فرج إن هذا المعبد هو أكبر أثر تاريخى فى العالم فلذا كان لابد من تطوير ساحته بإزالة كافة العشوائيات الموجودة حول حرم المعبد وكانت التكلفة 50 مليون جنيه وسوف يتم بناء منطقة خاصة بالبازرات والكافتيريات وموقف للاتوبيسات السياحية ومقر جديد لمبنى الصوت والضوء والمركز الفرنسى .
وعن تكلفه إعادة فتح طريق الكباش ، قال رئيس مجلس المدينة إن المشروع أولا يحول المدينة إلى أكبر متحف عالمى مفتوح .ثانيا يتمكن السائح من السير من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك عن طريق الكباش ، كما كانت تسير المواكب المقدسة للملوك واللآلهه فى إحتفالات للأوربت والطريق يبلغ طوله 2 كيلو و700 متر بعرض 76 مترا ومن المفترض وجود 1200 تمثال لأبوالهول وتم تنفيذ 200 متر والعمل جارى فى القطاعين الأول والثالث ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أهم المناطق الأثرية السياحية بالاقصر :
مدينة الاقصر : من أهم المدن فى جنوب الصعيد وهى تضم ثلث آثار العالم وكانت تعرف فى الدولة القديمة عام 270 - 280 ق. م واشتهرت فى الدولة الوسطى عندما وضعت اساسات معبد الكرنك وكانت عاصمة الدولة الحديثة وعرفت بعدة أسماء (واست ) طيبة و الأقصر وتعتبر مدنية الأقصر بمثابة متحف مفتوح للآثار المصرية القديمة ومن أهم معالمها :
معبد الكرنك : وهو مجمع رائع من المعابد الجميلة التى لا نظير لها حيث يضم الكرنك معابد الإلهه آمون وزوجته الألهه موت وابنها الإله خنسو اله القمر .
معبد الاقصر : تم إفتتاحه بعد مشروع الترميم الكامل له ، ويعتبر بهو امنحوتب الثالث أجمل فناء موجود بين المعابد المصرية حيث يحيط بالبهو 64عمودا و قاعة أعمدة بها 32 عمودا وكان يطلق عليه فناء الشمس لأنه كان مفتوحا إلى السماء والفناء كانت تحيط به اروقة مسقوفه تحملها هذه الأعمدة .
معبد هابو : يعتبر افتتاحه إضافة كبيرة على الخريطة السياحية نظرا لأهميتة الضخمة من الناحية الفنية والجمالية ، كما أنه اضخم بناء لملك مصرى بقى سليما حتى الآن ويطلق عليه الكرنك الغربى نظرا لضخامته وهو أحد المعابد الكبيرة الباقية بالبر الغربى بالأقصر الذى يضم معابد على درجة كبيرة من الأهمية التاريخية والأثرية وهو من أكبر المعابد الجنائزية التى خصصت لتخليد ذكرى الفراعنة فى الدولة الحديثة، وقد أقامه الملك رمسيس الثالث على الشاطئ الأيمن من جنوب طيبة .
وادى الملوك : ويضم عددا هائلا من المقابر بينها مقبرة توت عنخ آمون والتى نقلت بمحتوياتها إلى المتحف المصرى بالقاهرة ومن أهم المقابر الأثرية مقبرة رمسيس الأول ورمسيس الثالث وحور محب وتحتمس الثالث .
وادى الملكات : ويضم عدد كبيرا من مقابر الملكات من أهمها مقبرة نفرتارى والملكة تى .
دير المدينة : ويضم مدينة العمال الذين أقاموا مقابر وادى الملوك وتزخر بعدة مقابر .
متحف التحنيط بالاقصر : يعد الأول من نوعه فى العالم ويضم 150 قطعة ما بين مومياوات وتوابيت وأدوات التحنيط
